سرطان المثانة
سرطان المثانة
يعتبر سرطان المثانة بمثابة الورم الرابع من حيث نسبة الانتشار لدى الرجال، والثامن لدى النساء. يتم سنويا، في الولايات المتحدة، تشخيص قرابة 50،000 حالة جديدة، يتوفى ما يقارب خمسهم، بسبب سرطان المثانة. لدى قرابة 80% من المرضى، يتم اكتشاف ورم سطحي لا يخترق عضلات المثانة، بينما لدى 20% يتم اكتشاف سرطان المثانة في مراحل متقدمة.
على الرغم من علاج سرطان المثانة ، يميل الورم السطحي إلى الرجوع، بل يرجع، أحيانا، بعد مرور سنوات كثيرة، لم يظهر خلالها أي دليل لسرطان المثانة. إن التطور من مرض سطحي إلى مرض متقدم، يتعلق بمرحلة المرض ودرجة التمايُز. لدى 3% من المصابين بالمرض السطحي، يظهر الورم، لاحقًا، في نظام التوزيع العلوي (الحالب، والحُويضة)، وفي حالة مواجهة المرضى لخطر متزايد، تزداد النسبة حتى 38% خلال المتابعة طويلة الأمد.
أعراض سرطان المثانة
قد تشمل مؤشرات مرض سرطان المثانة وأعراضه الآتي:
- دم في البول (البيلة الدموية)، مما قد يسبب اتخاذ البول لونًا أحمر فاتحًا أو لون الكولا، ورغم ذلك فقد يبدو البول طبيعيًا أحيانًا ويُكتشف الدم بفحص معملي
- كثرة التبوُّل
- ألم أثناء التبوّل
- ألم الظهر
- عدم القدرة على التبول
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن غير المبرر
- الشعور بالتعب والضعف العام
- تورم وانتفاخ القدمين
- ألم في العظام.
تشخيص سرطان المثانة
من أجل اكتشاف سرطان الكلى وتحديد موقعه الدقيق، يتم إجراء فحوصات خاصة لجوف البطن:
- فحص جسدي شامل وفحص التاريخ الطبي للمريض
- فحوصات كيمياء الدم
- فحوصات بول
- اختبار وظيفة الكبد
- تصوير الحوض، من خلال إجراء في داخل الوريد
- تصوير فائق الصوت (بالموجات فوق الصوتية)
- تصوير مقطعي محوسب (CT) تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
- الخزعة
علاج سرطان المثانة
تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان المثانة: جنس المذكر، الجيل المتقدم، التدخين، التعرض للمواد المُسرطنة في صناعة المطاط والطلاء (أمينات أروماتيّة)، التعرض لأدوية من نوع سِيكْلُوفُسْفاميد (دواء مُضاد للأورام) وزرنيخ، والالتهاب المزمن بسبب حصى المثانة، جسم غريب (قثطرة دائمة) والتلوث المزمن جراء طفيلي (داء البلهارسيات).
يجب على المريض الذي تم تشخيص بيلة دموية لديه (دم في البول) لا يصاحبها الألم، إجراء فحص للبول للتأكد من وجود خلايا خبيثة، وإجراء تصوير وريدي للجهاز البولي، وإجراء تنظير للمثانة بأسرع ما يمكن. إذا أظهر تنظير المثانة وجود آفة، يجب مواصلة الاستئصال عبر الإحليل. وإذا ما ظهر في
التشخيص بأن الآفة هي سرطان مثانة يخترق العضلة فيجب استكمال الفحص بهدف نفي إمكانية وجود إنتشار نَقيلِيّ. إن الفحوصات اللازمة لذلك هي تصوير مقطعي محو
سب للبطن والحوض، تصوير القفص الصدري، مسح للعظام وفحوصات دم لأداء الكبد، وفحص فُسْفات قَلَوِي وتهدف هذه الفحوصات لنفي احتمال انتشار عُقد الليمفا في الحوض وفي الفراغ الخلفي الصفاقي، للرئتين، الكبد والهيكل.
إذا لم يخترق الورم العضلة، وتم استئصاله بشكل كامل، ولا يواجه المريض عوامل خطر رجوع الورم، يتم إرسال المريض لاستكمال المتابعة الطبية. إذا تواجدت عوامل خطر رجوع الورم (مرض في المرحلة T1، مرض متعدد البؤر، تدريج هيستولوجي مرتفع أو تكرار المرض في الماضي) يجب الاقتراح على المريض إجراء علاج مكمل بواسطة الشطف بالعلاج الكيميائي أو العلاج المناعي للمثانة. يتم الشطف بعُصَيَّاتُ كالْميت غيران “جرثومة سل ضعيفة” و ميتُوميسِين “مُضادٌّ حَيَوِيٌّ مُضادٌّ للأَورام”. بالإضافة إلى البروتوكولات الأسبوعية، لمدة 6-8 أسابيع، لضمان منع رجوع الورم، هناك بروتوكولات لعلاجات مُداومة تستمر لعدة سنوات بعد الإستئصال. لقد أضيفت في السنوات الأخيرة، علاجات أخرى، مثل دواء جيمستابين أو التكنولوجية التَآزُرِيَّة التي تدمج بين المعالجة الكيميائية والتسخين.
في حال تشخيص مرض يخترق عضلة المثانة، يجب القيام بإستئصال جذري للمثانة. في هذه الجراحة يتم استئصال البروستاتة والحويصلات المنوية لدى الرجل، أما لدى المرأة فيتم استئصال الرحم والبُوقِ والمَبِيْض والجزء الأمامي من المهبل. بالنسبة للمريض الذي يعاني من التكرار المتعدد البؤر للمرض من نوع T1 رفيع الدرجة يمكن التوصية بعلاج مماثل لعلاج المرض الباضع. أما بال
نسبة لمريض يعاني من آفة وحيدة البؤرة بدرجة T2 والتي استؤصلت بالكامل، ولم يتم العثور خلال الفحص على أي دليل لبقايا المرض، فيمكن فحص إمكانية الاكتفاء بالعملية المُنجزة، أو إجراء جراحة لصيانة المثانة، أو إجراء تصوير إشعاعي للمثانة باضافة مادة السيسبلاتين التي تشكل علاجا كيميائيا وتؤدي، أيضًا لزيادة حساسية خلايا الورم للإشعاع. ترتبط الجراحة التقليدية للمثانة بإعادة بناء المسالك البولية، إما عن طريق صنع مخزن شبيه بمثانة جديدة من الأمعاء (في الغالب الأمعاء الدقيقة – اللفائفي ، أو تحويل البول إلى جدار البطن بواسطة عروة (loop) من الأمعاء الدقيقة وتشكيل فُغرَة. يرتبط اختيار نوع التحويل بعدة عوامل (جيل المريض، أداء الكلى، أمراض معوية إلتهابية مزمنة أو مهارة إجراء قثطرة ذاتية.
في الوقت الذي تكون فيه توقعات سير المرض لدى المصابين بورم سطحي من نوع سَرَطانَةُ الخَلاَيا الاِنْتِقالِيَّة جيدة، يكون السير السريري
في المرض الباضع، في حالات عديدة، مرتبطا بتطور نقيلات. هناك إثباتات، اليوم، على أن العلاجات الكيميائية التي تعتمد على السيسبلاتين خصوصا عند إعطائها قبل الجراحة، قد تحسن من توقعات سير المرض. كما أن هذا العلاج الكيميائي المُدمج هو، أيضا، العلاج المفضل للمرضى الذين يتم تشخيصهم مع نقيلات وليسوا مُعنين لإجراء جراحة لهم.